سورة الأعراف - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأعراف)


        


{وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)}
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس {ونادى أصحاب الأعراف رجالاً} قال: في النار {يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم} وتكبركم {وما كنتم تستكبرون} قال الله لأهل التكبر {أهولاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة} يعني أصحاب الأعراف {أدخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {يعرفونهم بسيماهم} قال: سواد الوجوه وزرقة العيون.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي مجلز في قوله: {ونادى أصحاب الأعراف رجالاً} قال: هذا حين دخل أهل الجنة الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {ونادى أصحاب الأعراف} قال: مرَّ بهم ناس من الجبارين عرفوهم بسيماهم، فناداهم أصحاب الأعراف {قالوا: ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون، أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة} قال: هم الضعفاء.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله: {أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة أدخلوا الجنة} قال: دخلوا الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس في قوله: {ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون} قال: كان رجال في النار قد أقسموا بالله لا ينال أصحاب الأعراف من الله رحمة، فاكذبهم الله فكانوا آخر أهل الجنة دخولاً، فيما سمعناه عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.


{وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)}
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس. أنه سئل أي الصدقة أفضل؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة سقي الماء، ألم تسمع إلى أهل النار لما استغاثوا بأهل الجنة قالوا: أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله».
وأخرج أحمد عن سعد بن عبادة «أن أمَةً ماتت فقال: يا رسول الله أتصدق عليها؟ قال نعم. قال: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء».
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: {ونادى أصحاب الجنة...} الآية. قال: ينادي الرجل أخاه فيقول: يا أخي أغثني فإني قد احترقت فأفض عليّ من الماء. فيقال: أجبه. فيقول {إن الله حرَّمهما على الكافرين}.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {افيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله} قال: من الطعام.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن أبي صالح قال: لما مرض أبو طالب قالوا له: لو أرسلت إلى ابن أخيك فيرسل إليك بعنقود من جنة لعلَّه يشفيك، فجاءه الرسول وأبو بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: إن الله حرَّمهما على الكافرين.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله} قال: يستسقونهم ويستطعمونهم. وفي قوله: {إن الله حرَّمهما على الكافرين} قال: طعام الجنة وشرابها.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والبيهقي في شعب الإِيمان عن عقيل بن شهر الرياحي قال: شرب عبد الله بن عمر ماء بارداً فبكى فاشتد بكاؤه، فقيل له: ما يبكيك؟! قال: ذكرت آية في كتاب الله {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} [ سبأ: 54] فعرفت أن أهل النار لا يشتهون إلا الماء البارد، وقد قال الله عز وجل {أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله}.
وأخرج البخاري وابن مردويه عن أبي هريرة «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يلقى إبراهيم أباه يوم القيامة وعلى وجهه قترة وغبرة، فيقول: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني فأي خزي أخزى من أبي إلا بعد في النار، فيقول الله: إني حرَّمت الجنة على الكافرين».


{الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51) وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} يقول: نتركهم في النار كما تركوا لقاء يومهم هذا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال: نسيهم الله من الخير ولم ينسهم من الشر.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {فاليوم ننساهم} قال: نؤخِّرهم في النار.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {فاليوم ننساهم} قال: نتركهم من الرحمة {كما نسوا لقاء يومهم هذا} قال: كما تركوا أن يعملوا للقاء يومهم هذا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي مالك قال: إن في جهنم لآباراً، من ألقيَ فيها نسي، يتردى فيها سبعين عاماً قبل أن يبلغ القرار.

6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13